Wednesday, December 26, 2012

أكتر من مجرد بورتريه!



في عام 1976، ذهب المصور الفوتوغرافي ريتشارد افدون إلى واشنطن ليلتقط صورة للرئيس الأمريكي هنري كاسنجر. وبينما يجلسه افدون في المكان المخصص للتصوير قال له كاسنجر "كن لطيف معي".
قام الفنانون بتصوير بورتريه لشخصيات قائدة كثيرة منذ تمثال ملك أسبانيا فيليب الرابع الذي نحته الرسام الأسباني دييغو فيلازكيز حتى لوحة الملكة إليزابيث الثانية للفنان البريطاني المعاصر لوسيان فرويد، في الواقع أن تصوير بورتريه يمكنه ترك الملك أو الطاغية أو رئيس الجمهورية أو الدبلوماسي مع مشاعر مفاجئة من عدم التوازن وضعف القوة. أدرك افدون أن كاسنجر حاول أن يؤثر فيه ولكن ماذا كان يريد تحديدا؟، كتب افدون فيما بعد "هل رغب كاسنجر في أن يبدو حكيما ودافئ وأكثر صدقا مما هو عليه؟ أليس من الابتذال وعدم الاحترام جعل شخص ما يبدو حكيم ونبيل، رغم سهولة ذلك، وحتى تقليدي بشكل محبب مع أن الشخص نفسه أكثر تعقيدا وتناقض وبالتالي رائع؟"
في سبتمبر الماضي، عندما كان تقريبا كل زعماء العالم في مدينة نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة، قام بلاتون مصور هذه المجلة، مجلة The New Yorker، بإنشاء أستوديو صغير قبالة الجمعية العمومية وحاول أن يجمع قدر استطاعته اكبر عدد منهم ليقفوا أمام عدسته. لعدة شهور، قام العاملين بالمجلة بكتابة خطابات إلى العديد من الحكومات والسفارات ورغم ذلك استغرق المشروع خمس أيام طوال فكان بلاتون يفعل كل ما في وسعه لجذب انتباه محمود احمد نجاد وهوجو شافيز ومعمر القذافي للكاميرا خاصته.
وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنجامين نتنياهو، لبلاتون قبل التقاط الصورة "من فضلك، اجعلني وسيما"
التاريخ ملئ بالقواد الذين لم يتحملوا نتائج جلستهم أمام عدسة الكاميرا. فلقد أشاد ونستون تشرشل بصورة له قام بالتقاطها المصور الإنجليزي جراهام سوثيرلاند ولكنه بعد ذلك شعر إنها تجعله يبدو أكبر سنا وكأنه في مرحلة الشيخوخة، فقامت زوجته كليمنتين بتدميرها. يبدو أن الرؤساء والملوك يبحثون غالبا عن فنان ليقوم بعمل أو تصوير بورتريه خاص بهم في بداية تسلمهم مناصبهم. ففي 27 فبراير عام 1860، اليوم الذي تولى فيه مهامه وألقى خطابه الأول في جامعة Cooper Union، قام أبراهام لنكولن بالذهاب إلى أستوديو المصور الفوتوغرافي الأمريكي الأشهر Mathew Brady ليلتقط له صورة وبهذه الصورة بدأت الحياة السياسية لواحد من أعظم السياسيين الأمريكيين.
كما انه القلق المٌلح الذي جعل السياسي المحنك نتنياهو يقول لبلاتون في الأستوديو المؤقت الخاص بجانب الجمعية العمومية مؤكدا طلبه "من فضلك، اجعلني وسيما".





ترجمة: اميمة صبحي

تم نشر المقال في مجلة وجهات نظر عدد مارس 2010

No comments:

Post a Comment