Monday, January 21, 2013

حجرة فيرجينيا وولف

قامت فيرجينا وولف وزوجها ليونارد بشراء منزلهم في ساسكس بحي مونك في رودميل بانجلترا عام 1919 وقد كلفهم 700 جنيها وبعد عامين تم بناء حجرة خشبية في حديقة المنزل أسفل مخزن للغلال. للحجرة نافذة كبيرة تطل على منحدرات جبل كابورن. كانت تستخدمها في الكتابة صيفا وقد أحبتها كثيرا رغم إنها لم تكن مثالية للتركيز، فلقد كانت منزعجة دائما من تصنيف ليوناردو للتفاح في المخزن القابع فوق رأسها، أو من صوت أجراس الكنيسة في أدنى الحديقة أو من الضوضاء القادمة إليها من المدرسة المجاورة التي يسببها الأطفال أو من كلبها الذي يجلس تحت قدميها وينظف نفسه ثم يترك بصمات يديه وقدميه على ورقها.
 أما الشتاء فغالبا ما يكون بارد ورطب بقسوة فتضطر للانسحاب داخل البيت وتكف عن الكتابة. في عام 1924 قاموا بتخزين الزيت في الحجرة وبعد عشر سنوات نقلوا كهف الكتابة، كما كانت تطلق عليها، لنهاية الحديقة أسفل شجرة كستناء بجوار سور فناء الكنيسة. كانت تكتب هناك وهي تحتضن لوح خشبي كما اعتاد والدها لزليي ستيفن ان يفعل.
أمام كهف الكتابة قاموا ببناء فناء صغير من القرميد وفي الليالي الصيفية يأتي الضيوف ليشاهدوا مسابقات البولينج المعقودة.
في هذا الكهف كتبت وولف أجزاء من جميع روايتها الرئيسية ابتداءا من "مدام دالاواي" إلى "بين الفصول" والعديد من المقالات والآراء والخطابات. هي الحجرة التي آتاها ليوناردو في يوليو عام 1931 ليخبرها أن رواية "الأمواج" ،التي انتهى للتو من قراءتها، تحفة فنية، وهي الحجرة التي كانت فيها الصراع من اجل الحد من التدخين الذي أخذ شهور ثم امتد لسنوات (من ست أو سبع سجائر لسيجارة واحدة في الصباح عام 1934). والتي كتبت فيها خطاب وداع لزوجها يوم الجمعة، 28 مارس عام 1941، في صباح ربيعي بارد، قبل توجهها لنهر آوس، تاركة أوراقها في فوضى مع بعض المراجعات لآخر مقال لها عن مدام سرال في سلة المهملات وعدد كبير من الورق المطبوع على الآلة الكاتبة، تبدو الحجرة أكثر ترتيبا الآن.



ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009

No comments:

Post a Comment