Friday, January 25, 2013

حجرة شارلوت برونتي

لم تكن الحجرة الهادئة في هاورث بارسوناج بإنجلترا حجرة طعام فحسب، ولكنها عُرفت أيضا كردهة وكحجرة للرسم. وقد اعتاد الأخوات برونتي أن يكتبن ويناقشن أعمالهن مع بعضهن بداخلها.
عندما قامت الروائية اليزابيث جاسكيل، صديقة شارلوت وكاتبة سيرتها فيما بعد، بزيارة تلك الحجرة، اندهشت من مدى نظافتها وترتيبها الأنيق. فبالمقارنة مع الألوان الكئيبة الباردة التي تكسو مروج اليوركشير بالخارج، بدت الحجرة وكأنها تشع دفء وتبعث على الراحة والمتعة، حيث غلب اللون القرمزي على الأثاث. في ذلك الحين، كانت شارلوت بالكاد كاتبة مشهورة، رغم نشر عدة روايات لها.
لاحظت جاسكيل صورة لها أعلى المدفأة، رسمها الفنان جورج ريتشموند بتكليف من ناشرها. وقد كانت تجربة الجلوس لرسمها مربكة بالنسبة لشارلوت التي انهارت في بكاء مرير عندما سألها ريتشموند أن تزيح شيء غريب فوق رأسها، اعتقادا منه إنها جزء سقط من قبعتها، ولكنها كانت جزء من شعر مستعار اخفقت شارلوت في وضعه مما جعل الموقف محرج. ومع ذلك استطاع ريتشموند أن يصور البريق الموجود في عين شارلوت وجعلها تبدو أجمل، على الرغم من قبح وجهها وملامحها البعيدة عن التناسق وأسنانها المفقودة. وتبقى هالة من الحزن تحيط بالمكان، رغم دفء ديكور الحجرة الذي يوحي بالترحاب.
رحلت اميلي شقيقة شارلوت عام 1848، بينما رحلت آن عام 1849. ويقال أن اميلي رحلت عن الحياة وهي مستلقية فوق أريكة بداخل هذه الحجرة. فيمكنك أن تشعر وأنت بداخلها بالفراغ المعبق بإحساس الخسارة والشجن.
وحين استلقت جاسكيل على السرير في الحجرة التي تقع فوق حجرة الكاتبات مباشرة، سمعت صوت أقدام شارلوت. وأخبرها الخادم كيف إنهن، الشقيقات الثلاثة، اعتدن المشي حول المائدة وهن يتحدثن متأخرا في الليل.
"كانت اميلي تمشي قدر استطاعتها، وبعد وفاتها، واظبت شارلوت وآن على هذه العادة. والآن قلبي يتألم لسماع خطوات شارلوت تمشي وحيدة دائما"



ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009

No comments:

Post a Comment