Thursday, January 31, 2013

حجرة داروين

مريحة، خاصة، هادئة. إلى ماذا يحتاج رجل نبيل عاش في العصر الفيكتوري أكثر من هذا؟ فحياة تشارلز داروين تقريبا بالكامل قضاها في متابعة دراسته. كانت هذه الحجرة ملجئه ومصدر قوة فكرية بالنسبة له.
هناك كتب "اصل الأنواع"، ذلك الكتاب المثير للجدل والذي كان بمثابة نقطة البداية في تحول تفكير العلماء حول الطبيعة. وهناك تلقى الأخبار الصادمة التي تقول ان الفريد راسل والاس قد توصل لنفس النظرية حول التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي. وهناك واجه عاصفة من الانتقادات بعد نشره عام 1859.
بالرغم من انه كان مكان مختفي بعيدا في ولاية كنت بأمريكا مما جعله يتمتع بخصوصية عالية إلا ان فعالية دراووين جعلت منه محور لحركة عالمية للإصلاحات العلمية.
بحث دارووين وكتب عشر كتب ضخمة في هذا المنزل الذي يسمى "داون هاوس". كان يجلس على الكرسي الجلدي بجانب المدفأة وعلى ركبتيه مائدة متوازنة وأوراقه وملاحظاته المدونة قريبة من يديه في فجوة جدارية ضخمة محاط بصور لزوجته وأصدقائه المقربين، الباب مفتوح قليلا فيمكن للأطفال ان يدخلوا للحجرة أثناء لعبهم.
كان زوج وأب حنون يسمح لأطفاله باللعب بالخشبة الدوارة المخصصة لوضع قدميه بتحريكها عبر الغرفة بالعصا الذي يستخدمها أثناء مشيه. وبشكل منتظم كان يأخذ قبعته ويخرج لنزهة منعشة في الحديقة.
ولكنه كان أيضا مريض يستخدم الركن الايسر في الحمام وينزوي فيه أثناء نوبات الغثيان المنتظمة التي كانت تنتابه ولا يعرف أسبابها. كانت دراسته أيضا هناك حيث انسحب من ضيوفه الذين يترددون على بيته ويقوموا بإزعاجه. فقط الزوار الذي اختارهم  كان يدعوهم للداخل. كأنه يعيش حياته على متن سفينة بيجل الملكية، السفينة التي أخذته سابقا في جولة حول العالم، دراسته كانت أشبه بمقصورة أخرى معزولة عن العالم وزوجته والعاملين بالمنزل مثل ظباط البحرية المنظمين.
 إحساسه بالاستقرار والنظام والخصوصية هو فقط ما جعله يشعر بالقدرة على ان يضع أفكاره أمام العالم. 




ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009

No comments:

Post a Comment