Friday, January 25, 2013

حجرة جين أوستن

قبل وفاتها بقليل وصفت جين اوستن كتاباتها بأنها تمت بفرشاة ناعمة على "جزء صغير –لا يتعدى بوصتين – من العاج"، لم تكن روايتها مصغرة ولكنها انتهت من عملها على ارض ليست اكبر بكثير من هاتين البوصتين. فهذه المنضدة الضعيفة ذات الـ 12 جانب المصنوعة من شجر الجوز والقائمة على حامل وحيد ثلاثي الأرجل، لابد إنها اصغر منضدة استخدمها كاتب على الإطلاق وعليها رسخت نفسها ككاتبة بعد فترة طويلة من الصمت.
كتبت رواياتها الأولى في الطابق العلوي حيث بيت القسيس الخاص بوالدها بهامبشاير ولم يتم نشرهم حتى انتقلت الأسرة إلى باث عام 1800 حيث أصبحت الكتابة تقريبا مستحيلة. فقط في عام 1809 عندما عادت لهامبشاير واستقرت في كوخ في عزبة كاوتون الخاصة بأخيها ادوارد تمكنت من تكريس نفسها للكتابة مرة أخرى.
كان الكوخ بمثابة منزل للسيدات، السيدة اوستن وابنتها وصديقتهم مارتا لويد، وكن يتشاركن جميعا في أعمال المنزل والحديقة، وقد سمح لجين بوقت خاص حيث إنها لم تكن لديها حجرة خاصة بها، فجلست بجانب الباب الصغير الأمامي وهناك كانت تكتب على صفحات صغيرة حيث يمكن إبعادها أو إخفاءها بورقة بسهولة. صرير الباب كان بمثابة تحذير لها عند قدوم أي شخص وقد رفضت معالجة هذا الصرير.
ذهبت مخطوطات روايات اوستن المعدلة "العقل والعاطفة" و "كبرياء وهوى" إلى لندن من فوق هذه المنضدة ليتم نشرهما عام 1811 وفي عام 1813 من فوق هذه المنضدة أيضا جاءت "حديقة مانسيفلد العامة" و"ايما" و"الإقناع".
هنا دونت تعليقات الجيران الشجاعة، مدام برمستون من قرية اوكلي هال التي اعتقدت ان "العقل والعاطفة" و "كبرياء وهوى"  مجرد هراء والعزيزة مدام ديجوييد تطوعت وقالت "لو كانت لا تعرف الكاتبة كانت بالكاد 
تمكنت من إنهاء ايما"
توفت اوستن في عام 1817 وبعد وفاة شقيقتها كاسندرا عام 1845 واخذ المنضدة احد الخدم، الآن رجعت لبيتها القديم لتحكي لكل زائر عن تواضع العبقرية.



ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009

No comments:

Post a Comment