Monday, February 4, 2013

حجرة بالار


تسيطر على حجرتي صورة زيتية ضخمة، نسخة من لوحة "انتهاك" للفنان السريالي البلجيكي بول دلفو، اللوحة الأصلية تم تدميرها في القصف البريطاني الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية 1940، وقد كلفت رسام اعرفه، بيرجيد مارلين، ليرسم نسخة مقلدة من اللوحة. لم أتوقف قط عن النظر لها ولسيدتها الغامضة الجميلة. في بعض الأحيان اعتقد اني سأذهب لأعيش بداخلها وفي كل صباح انبعث منتعشا، انه حلم الرجل.
يوجد صور لأحفادي الأربعة (واحدة بجانب صورة لصديقتي كلير ولكنها خارج اللقطة). البطاقة البريدية عن لوحة للفنان سلفادور دالي "إصرار الذاكرة" رسمتها ابنتي، وهو أعظم رسام في القرن الواحد والعشرين. على المكتب آلتي الكاتبة اليدوية القديمة، التي وجدتها مؤخرا في درج خزانتي. أوحى إليّ استخدامها من خطاب لويل سيلف الذي كتبه على آلته الكاتبة اليدوية وحتى الآن أحدق في الماكينة بدون التجرؤ على لمسها ولكن من يعلم؟ المسودات الأولى لرواياتي تمت كتابتها كلها بخط اليد وبعد ذلك كتبتها على ماكينتي الكهربائية القديمة. ولقد قاومت فكرة الحصول على كمبيوتر لأني ارتاب بكل ما يخصه، حتى الآن لا اعتقد ان هناك كتاب عظيم كتب على الكمبيوتر.
عملت على هذا المكتب في الـ 47 سنة الأخيرة، كتبت كل رواياتي فوقه وكل الأوراق القديمة متكدسة عليه كالعقبة. كرسي حجرة المائدة القديمة جلبته أمي معها من الصين ومن المحتمل ان يكون واحدا مما جلست عليهم أثناء طفولتي لذلك فهو يعرفني من وقت طويل.
يوجد باب مطبوع عليه لوحة للفنان الاسكتلندي باولوزي ويعمل الآن كعائق أمام القطط في شهور الصيف، قطط الجيران يتمتعوا بحنان كثير وفي الصيف يقفزوا على مكتبي ويحركوا أوراقي بعنف شديد وكأنها في زوبعة، إنهم الأعنف نقدا على الإطلاق.
اعمل لثلاث أو أربع أيام في الأسبوع في وقت متأخر من الصباح وأول الظهيرة ثم اخرج في نزهة لأعود في الوقت المناسب لاحتسي كوكتيل الفواكه الحامضة.

جيمس جرهام بالارد، روائي انجليزي ومن أشهر أعماله روايتي "اصطدام" و"امبراطورية الشمس" وتم تحويلهم لأفلام سينمائية.



ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009 

No comments:

Post a Comment