Monday, February 4, 2013

حجرة روالد دال


لم أذهب كثيرا الى الكوخ لان بيت القصيد منه هو الخصوصية حيث استطاع روالد الكتابة دون مقاطعة. كل شئ بداخله كان مرتب ليكون مكان خاص بالكتابة: الكرسي ذو الذراعين مصاحب لوسادة في الظهر ليصبح مريح اكثر. لديه كيس للنوم يضع به قدميه عندما يكون الطقس باردا وكرسي خاص بالقدمين ليريحهما فوقه. كان لديه ترتيب "روالدي" مميز للكتابة، منضدة يضعها فوق اذرع الكرسي وبجانبه سلة ورقية، كان لا يحب التحرك كثيرا اثناء الكتابة لذلك وضع كل شئ في متناول يديه وهو فوق الكرسي. يحب الكتابة على ورق اصفر بأقلامه الرصاص المفضلة. كان معتاد ايضا على التدخين وقد بقى رماد سجائره حتى هذا اليوم.
 المنضدة المجاورة للكرسي عليها شتى انواع الذكريات: جزء من عظمة استئصلها من عظام وركه وهناك كرة من الورق المفضفض الذي يغلف الواح الشيكولاته جمعهم اثناء شبابه واخذت في التضخم ككرة ثلج. كما ان هناك اشياء عديدة ارسلت له من قبل المعجبين او بقيت معه من فترة طفولته.
على الحائط خطابات مدرسية وصور عائلية. الصور التجريدية خلف رأسه صور مرجعية رسمتها بنفسي. كان يبقى الستائر مغلقة فلا يقاطعه اي شئ خارجي او يقف حيال ما يتخيل من قصص. كان يذهب الى الكوخ في الصباح الباكر ليكتب حتى موعد الغداء ولا يعود للكتابة في فترة الظهيرة ولكنه يعود ليعدل ما كتبه بعد ان تطبعه سكرتيرته.
لقد كتب في هذا الكوخ طوال فترة عملنا سويا التي وصلت لخمسة عشر عام منذ 1975 الى 1990، كنت ارسم حكاياته وقد رسمت حفنة من قصصه. كنت امرر عليه رسوماتي ليراها بينما انتظره في حجرة الطعام في منزله، فأنا لا اذكر ابدا انه ترك احد يدخل كوخه الذي مازال موجود في ساحة المنزل الخلفية الى يومنا هذا.

روالد دال كاتب بريطاني من أشهر اعماله تشارلي ومصنع الشيكولاته.


ترجمة: أميمة صبحي
عن الجارديان - 2009

No comments:

Post a Comment