Sunday, August 16, 2009

حظيرة المثقفين


كم سيكون الخفقان مؤثرا وموجع لمصرنا الحبيبة!!!

يغلق باب الترشيح لخوض انتخابات اليونسكو مساء اليوم والمقرر انطلاق الجولة للتصويت فيها يوم 28 سبتمبر المقبل، تلك الانتخابات التي يخوضها الفنان فاروق حسني بدعم عربي وافريقي ضد 7 مرشحين ينتمون الى 4 قارات هكذا تطل علينا جريدة الاخبار بصفحتها الاولى اليوم بهذا الخبر، وتضع صورة الفنان المبتسم في اشراق، الواثق من النجاح بدعم عربي وافريقي منقطع النظير، في اشارة الى "البزرميطة" العربية، هذا اذا كانت البزرميطة بـ "ز"، ولكن هل يمتد هذا الى الاجواء العالمية؟
تلوح في الافق زيارة اوباما لمصر ويجري الاستعداد لها على قدم وساق الذي سيلقي خطبته من جامعة القاهرة التي اعيد طلاء جدران مبانيها بالكامل في الايام القليلة الماضية ثم سيزور الاماكن التاريخية القاهرية، نأمل ألا يذهب الى الجمالية والغورية والدرب الاحمر، ألا يمر بمنطقة القلعة وابراجها التي مازالت تثير الخلاف رغم تعليمات منظمة اليونسكو، حتى لا يزيد عدم ارتياح ادرته لترشيح فاروق حسني والتي طلبت عدم طرح هذه المسألة للنقاش أثناء وجود أوباما فى القاهرة الخميس المقبل.
في ذات الوقت توقفت اسرائيل عن معارضتها لترشيحه وكشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس ما وصفته بـ«صفقة سرية» بين مصر وإسرائيل، تقضى بوقف تل أبيب معارضتها لاختيار حسنى كمدير عام لليونسكو، على أن تحصل على «مقابل مناسب».
وذكرت أن هذه «الصفقة» تم التوصل إليها خلال قمة مبارك ونتنياهو بمنتجع شرم الشيخ فى الحادى عشر من مايو. ونقلت عما قالت إنه مسئول رفيع فى مكتب نتنياهو تأكيده وجود هذه «الصفقة»، مضيفا: «حصلنا على مقابل مناسب ومجدٍ، فما كنا لنفعل ذلك لو لم تكن هناك مكاسب».
وذكرت «هاآرتس» أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت فى الرابع عشر من مايو برقية سرية إلى عدد من السفارات الإسرائيلية، التى تشارك فى حملة إعلامية ودبلوماسية ضد حسنى.
وجاء فى البرقية أنه: «فى ضوء زيارة رئيس الحكومة لمصر، وبناء على طلب الرئيس مبارك، وبموجب التفاهمات مع مصر، قرّرت إسرائيل وقف معارضتها لتعيين فاروق حسنى أمينا عاما لليونسكو».
ولم يتأخر حسني في الاعتذار والتعبير عن اسفه الشديد، في ذل كرامة للمنصب، لتصريحاته التي اطلقها العام الماضي عن استعداده لحرق أى كتب عبرية يجدها فى المكتبات المصرية.ويضيف فى مقاله بصحيفة "لوموند" الفرنسية أنه يريد أن يعرب عن أسفه لما صرح به في هذا الشأن، مشددا علي أن ما قاله يتناقض تماما مع شخصيته وقناعاته التي يؤمن بها ويدافع عنها.
وعلق حسني علي اتهامه بمعاداة السامية ساخراً، هل يمكن أن نعادى أنفسنا؟
وقد كان ترشيحه للمنصب قد أثار حالة من الجدل في الأوساط العالمية، وقامت العديد من المنظمات اليهودية بنتظيم حملات مناهضة لوصوله للمنصب علي خلفية رفضه التطبيع الثقافي مع إسرائيل، والتهديد بإحراق الكتب العبرية التي يجدها في المكتبات المصرية.
وحذر المجلس الثقافي الألماني والمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا من وصول الوزير المصري الي المنصب الدولي، وطالب بموقف حازم ومتشدد من جانب الحكومة الألمانية تجاه ترشيح فاروق حسني، الي جانب إعتراض عدد من مثقفي فرنسا علي ترشيحه.
ورغم بوادر الانفراجه في الموقف الغربي المتشدد تجاه حسني علي خلفية تراجع إسرائيل عن اعتراضها وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس المصري حسني مبارك خلال لقاءهما بشرم الشيخ بدعم الوزير، إلا أن حملات اليهود في الغرب لم تتوقف.
وهكذا تستمر فصول المسرحية الساخرة بعد انتقالها للعرض على المسرح الدولي الكبير وقرب انتهاء الامل المصري الفارغ الذي تعودنا على العيش في ظلاله
فالفرص تتضاءل بوجود مرشحين جدد كما قالت جريدة النيويورك تايمز، وحسب الجريدة فإنه على الرغم من التصريحات التى تصدر هنا وهناك فيما يتعلق بحملة فاروق حسنى سواء من الجهات التى تعارضه أو تلك التى تدعمه فإن الدبلوماسيين العاملين فى اليونسكو يقولون إن هناك مآخذ لا يمكن الاستخفاف بها فيما يتعلق بأداء فاروق حسنى، البالغ من العمر 71 عاما، كوزير لثقافة مصر خلال العقدين الماضيين ومن أبرز المآخذ التى نقلتها النيويورك تايمز هى قرارات حظر النشر التى صدرت بحق العديد من الكتب والأفلام فى مصر فى العشرين عاما الماضية، خصوصا ما يتعلق بالفيلم الإسرائيلى «زيارة الفرقة الموسيقية» ذلك الفيلم الكوميدى عن توهة لفرقة موسيقية مصرية تابعة للشرطة فى إحدى المدن الإسرائيلية.
مازال صوت المنافقين والمتشدقين يعلو في هتاف جماعي حاد الصوت يهللون للفنان، بل لقد وصل الحال بالبعض الى القناعة التامة بفوزه ورحيله الى اليونسكو وكأن الترشيح ما هو الا تمثيلية تلفزيونية مصرية رديئة تعرض مؤقتا حتى حلول شهر رمضان المؤكد قدومه بالمسلسلات باهرة الالوان والملابس والقصص. انها مسألة وقت فحسب ثم فوزه بالمنصب الفشيخ الرهيب.
فاروق حسني الذي قال يوما: نعم أدخلت المثقفين حظيرة وزارة الثقافة وأنا باق إلى ما شاء الله عن حديث نشر بجريدة دنيا الوطن الفلسطينية بتاريخ 23 نوفمبر 2003
يقول المحرر:ليس في استطاعتنا أن نبحر معاً ـ يا معالي الوزير ـ وسط هذه الأمواج الهادرة دون التوقف أولاً عند قضية الساعة.هكذا بدأت أنا الكلام. وفوجئت بالوزير يقاطعني : أظن أنك ستسألني عن صنع الله إبراهيم. أليس كذلك؟ هناك في الحياة أشياء كثيرة أهم. صدقني. والغريب أن البعض لا يرونها.
* سألته : ما صحة هذه المقولة الشهيرة المنسوبة لك؟ هل قلت حقاً أنك أدخلت المثقفين في حظيرة وزارة الثقافة؟؟؟ هل قلت هذا حقاً يا معالي الوزير؟
* بالطبع قلت. ولمعلوماتك، قلت أشياء أخرى أجمل بكثير، فلماذا الإصرار على استحلاب جزئية كهذه بالذات؟ أنا أقول لك : لأن البعض يريدون إخافتي، وأنا أقول لهم لست هذا الشخص. أنا لست الوزير الذي يمكن أن تخيفه مجموعة من عشاق الجلوس على المقاهي. وماذا أقصد بهذه المقولة التي يبدو أنها غاظتهم كثيراً؟ المعنى واضح. قمت بإدخال المثقفين في حظيرة وزارة الثقافة. ومالها حظيرة الوزارة؟ عيبها أيه هذه الحظيرة السخية معهم؟ أليست هي التي تدفع لهم الأموال وتفتح بيوتهم؟ أليست هي التي تعطيهم النقود التي يشترون بها أقلاماً يستخدمونها في الهجوم علينا؟ كيف كانوا سيحصلون على ثمن الورق الذي يملؤونه بالنقد الهدام للوزير وكل الأنشطة التي لم يسبق أن قام بها أحد والحظيرة التي يأكلون منها؟ وقل لي أنت : من يدفع نفقات التفرغ؟ الحظيرة. ومن يتحمل تكاليف سفرهم ومؤتمراتهم ومعارضهم ونشر كتبهم وشراء مسرحياتهم وموسيقاهمواستعراضاتهم؟ من؟ الحظيرة. ولو قمنا بإغلاق هذه الحظيرة، لكانوا أول من يطالبون بإعادة فتحها. لأن فتحها يعني فتح بيوتهم، والعكس معناه أن يعودوا لأيام زمان، ولا أريد أن أذكرهم بأيام زمان، وأنا أعرف أكثر مما يتصورون عن أيام زمان قبل هذه الحظيرة. كانت جائزة الدولة التشجيعية أيام زمان خمسمائة جنيه لا غير. فكيف أصبحت؟ خمسة آلاف جنيه. جائزة الدولة التقديرية أيام زمان كانت 2500 جنيه. والآن يرفض واحد مبلغ مائة ألف جنيه هي قيمة جائزة الرواية. إذن، فلقد ارتفع مستوى المعيشة بالنسبة للمثقفين. وبدلاً من أن يشكروا ربنا، ها أنت ترى.

لمتابعة المقال ورأي ناشره
مدونة حياة في السينما للناقد السينمائي امير العمري
فاروق حسني الذي تتعرض اول رواية مصورة مصرية في عهده للمحاكمة بسبب نهد كاركاتوري عاري، واثق من نجاحه لتولي منصب اليونسكو
اخشى عليه خيبة الامل خاصة بعد ترشيح الآن بنيتا فيررو فالدنر، وزيرة خارجية أستراليا السابقة ومفوضة الاتحاد الأوروبى للعلاقات الخارجية، وكذلك إيفون آباكى سفيرة الإكوادور السابقة لواشنطن، ضمن آخرين ترشحوا قبل غلق باب الترشيح للمنصب مساء اليوم والذى سيتقرر الفائز به فى شهر أكتوبر من العام الحالى.


31/5/2009

No comments:

Post a Comment