بينما انا جالسة امام شاشة الانترنت معتكفة لأنهي الكثير من المذاكرة التي تثقل كاهلي وتؤرق ليلي، استمع لفريق وسط البلد وهو يغني "ماتبطليش يوم تحلمي...... احلامنا ليه مش ممكنة؟؟؟"
تذكرت ان اليوم الاربعاء، فقفزت لا اعرف كيف الى صالة شقتنا المتواضعة لأحضر جريدة الاخباركل يوم اربعاء اشعر اني على موعد مع حبيبي، تمنيت كثيرا ان احب وادوب في هذا الحب وان افهم موقف نجاة في اغنية ايظن وكيف ان موقفها تغير ربما في دقائق هي عمر الاغنية وتصالحت مع حبيبها بل وبكت على كتفيه
ما هو الحب؟؟ كيف استطيع ان احب واعشق؟ هل احببت قبل ذلك؟ اتستطيع ان توصف لي ماهيته؟؟
استطيع انا ان اقول اني اشعر بشئ من هذا القبيل عندما امسك جريدة الاخبار يوم الاربعاء لأقرأ عامود صغير اسمه (بين قوسين) للدكتور احمد يونسلن تصدق اذا قلت لك ان هذا العامود يبث في قلبي الدماء والشوق معا، كل ما اقرأ سطر اتمنى لو اكن معه في كل ما قرأه وكل ما رآه وكل ما شعر بهاتمنى ان اكون حبيبته، أيمكن له ان يحبني ويبادلني مشاعري البائسة؟؟
اشعر اني استطيع ان امكث معه طوااااال اليوم واسمع منه، فقط اريد ان اسمعه وهو يحكي قصصه وذكرياته البعيدة
حزينة لأني لن اجد احد مثله لأحبه، حزينة لأني لن استطيع يوما ان احب ولن اعرف الحباعرف انه دكتور في الادب الاسباني ويترجم حاليا اعمال ماركيز وايزابيل الليندي، اخر ترجمة له كانت "ذاكرة غانياتي الحزينات" التي قرأتها قبل ذلك مترجمة للاستاذ صالح علماني ولم تعجبني، الآن احترق شوقا لأقرآها مرة اخرى بترجمته هو
ذلك الرجل الذي يأخذني من يدي ويطوف بي في عالمه الأثير بكلماته العميقة جدااا التي اشعر بها آتية من عالم اخر، لا اعرف كيف اصفهاجده يتحدث عن سفره لأسبانيا وذكرياته بها فأجد نفسي هناك معه في ميادين مدريد، مرتدية بنطلون جينز وشعر طويل كشعر الغجر وعيون سارحة في وجه غجرية من قديم الزمان تخبرني عن مستقبلي وقدري في هذه الحياةاو جالسة معه في المقاهي الشعبية الاسبانية اتعلم الشتائم السوقية جداااا حتى اعرف خبايا اللغة الاسبانيةولما لا وهو القائل ان لا يوجد لغة بدون صياعة؟بدون صياعة في الحواري والأزقة وسط الشحاذين والمنبوذين والهاربين من العدالة لايوجد لغة ولا يوجد ترجمة واعتقد لا يوجد حياة
عندما يتحدث عن الرسام الهولندي بيتر بروجل الذي لا اعرفه، اجد نفسي واقعة في هوى الرسم وهوى هولندا البارد "وقد سيطرت على دائما مسألة التفكير في كل ما لا تتسع له عمليا قطعة القماش المخصصة الى الرسم، قطعة القماش التي تظل ضيقة مهما بلغت مساحتها، كنت احاول ان استشف من عناصر اللوحة الموجودة فعلا ما قد يساعدني على استكمل الاجزاء الغائبة في خيالي، كنت احاول ان استنطق الوجوه او اقرأ الملامح او افتش في الزوايا او تحت الثياب لاستطلع ما الذي يجري خارج حدود اللوحة او قبل او بعد اللحظة التي تسمر عندها المشهد، اضيف من عندي الى الحدث المتوقف فجأة الحوارات التي انقطعت كما يحدث في المدن المسخوطة على الشفاه التي فقدت النطق، اضيف اليه من عندي حتى الافكار التي من المفترض ان تموج بها جماجم البشر ولا استريح الا عندما اتأكد من ان الدورة الدموية قد عادت الى الاجساد التي عوقبت بالتحول الى حجارة فأشعر كأنني استطعت على الأقل مؤقتا ان افك عنها السحر، الا انني سرعان ما اعود آخر الأمر لأسأل نفسي مستهزئا: ما الدليل على انها اصبحت هكذا اسعد من ذي قبل؟؟
اقرأ كل هذا واتمنى ان اكون جزء من هذه اللوحة، مجرد صورة مرسومة داخل تابلوه لا احد يعرف من صاحبتها ولا ما هي علاقتها بالفنان الذي رسم فيراها هو ويوصفها باحاسيسه الغنية
كيف اصبح بهذا العمق الذي اتوه فيه؟ بل كيف شدني اليه من مجرد عامود صغير ليس بالضرورة ان يكتب كل اربعاء؟؟كيف سأحب يوما ما وانا افتش عنه في كل رجل اقابله وعندما لا اجده وتقريبا لن اجده اصاب باحباط عجيب يجعلني اتقوقع داخل نفسي وانسى كل ما نويت ان اشعر به، ان انسى كل الحب
ما عرفته بشكل متأخر جداااا انه كفيف، لم اصدق عندما قالت لي امي ذلك، ايمكن للبصير ان تكون حادة لهذه الدرجة؟ اغمض عيني كثيرا واحاول ان ارى بدونها ولكني افشل، وكيف انجح وانا لا استطيع "اصلا" ان ارى بهما؟كانت امه تصطحبه وهو صغير لحديقة الاورمان ومعهم لوحة وفرشاة والوان وتطلب منه ان يرسم"لا ترسم ما ترى ولكن ارسم ما تشعر به"هل كان يرى في هذا الوقت؟ ام ان العمى اصابه بعد رأى وتشبع بالرؤية ثم جاء ليخطف انفاسي اللاهثة ورائه؟؟
اذا كنت تعرفه فقل له اني ارفع له القبعة وارجوه ان يعطيني الفرصة لأكون مرشدته وعينيه في هذه الحياةارجوه ان يجلس امامي ليحكي لي عن الحياة ويرتقي بروحي في سماء حب فريد لا اتوقع ابدا انه من الممكن تكراره في العمر مرتين
14/11/2008
http://www.facebook.com/note.php?saved&&suggest¬e_id=35549280981
No comments:
Post a Comment