بالأمسِ رَقصّنا على "ليالي" لأنغام كثيرا وكنتُ ادور بكِ في ارجاءِ الغرفةِ في دوائرِ صغيرة متلاحقة وسريعة ، كنا نُطير بين الجُّدرانِ الاربعةِ وصوت ضحكتك العذبة يملأ أُذني بأنغام أجمل من الموسيقى.
بدأتِ تُناديني بأُميمّة..أُميمّة أُميمّة أُميمّة..ولا تستمعين لردي عليك وكَأنك سعيدة بالأسم وبترديده بشكلٍ متواصلٍ. كنتُ أُغار قليلا عندما بدأتي ترددي اسم عبدالله قبل اسمي رغم اني سعيدة بصداقتكم وحريصة على استمراريتها للأبد، ولكني أشعر بالغيرة عندما تتمايلي بإسمه في أَغنية من تأليفك، فقمتَ بتأليف واحدة خاصة بي "يا حبيبتي يا عالية" فتردين انتي بحماس "يا حبيبتي يا مي".
نعم لقد كنتي تَدللينني بـ "مي" أسمي القديم الذي بزغ من أَميمّة من سنواتٍ طويلة لا أَعرف عددها. والآن أنا ماما ومي وأَميمّة، ثلاث شخصيات تحوم حولك لتَسعدكِ تَحميكِ وتَلبي مطالبك.
بالأمسِ أيضاً أكلنا البَطْاطْا التي تُحبينها كما أكلنا البَقسماط والكيّك والزبادي ولم تنس أنتي البنانا بالطبع. أنتي الآن تفضلي المَوز على التِفاح بل على كل الفاكهة الاخرى رغم إنك كنتي لا تستسيغيه ابدا منذُ ولادتك. الآن تُصلي، تعرفين كيف تَقفين ويدُك فوق صَدرك وتتمتمي بكلماتِ مبهمة ثم تَسجُدين وترفعِ أصبعك في التشهد وتُسلمي برأسك يمينا ويسارا ثم تأتي لتجلسي فوق قدمي بينما مازلت في منتصف صلاتي وتضحكين.
الأمسُ كان مُبهجٌ بطريقةٍ ما رغم وجودنا وحدنا في تلك المساحةُ الباردة من الحياة. نمتُ بجانبكِ في سريركِ الصغيرِ جدا وأنا في وضع القُرفصاء خائفة على مزاحمتك في حيزكِ الصغيرِ ولكنك كُنتِ كريمةُ معي وأخذتِ تربتين على خدودي بيدكِ الصغيرةِ وتغنين لي وحشتيني وحشتيني الخاصة بعمرو دياب.
لم تُخطر لي فكرة الكتابة إليك مُسبقا، ولكنها فعلا جيد نشكر "ست الحسن" الساحرة الطيبة التي زارتني في منامي لتقترح عليَّ مثل هذه الأفكار الجميلة مِثلك. وعدتك اليوم أن نخرجَ قليلا لنرى الشمس ونلعبَ معها، لا أعرف اذا كنت سأستطيع ان أفي بالوعد ولكني سأنظف الشرفة وسأنقل أرجوحتك إليها وسنمضي اليوم نتأرجح في الهواء لعلنا نقطم قطعة من السماء بأطراف أصابعنا.
No comments:
Post a Comment