Thursday, November 8, 2012

عزيزتي غادة

يوماتي اجلس امام المدونة في محاولة للكتابة لك او لأي كتابة اخرى ولكني اغلقها بعد دقائق واعاود لأمارس ما كنت افعله. شجعتني رسالة أمير لك لا اعرف لماذا! ولكني وجدت في الكلمات المترددة ما يجعلني انهي ترددي بدوري واكتب اليك. لم تكن مفاجأة لي اندهاش الجميع من الفكرة، فكلنا كففنا عن كتابة الرسائل حتى رسائل الموبايل لم نعد نتبادلها. اذكر وانا في العاشرة اني قررت اراسل صديقة ما، شجعتني امي على تبادل الرسائل البريدية مع صديقة اسوانية اخذت عنوانها من كتاب "سماش" . تبادلنا الكثير من الرسائل على مدى سنوات، ربما ثلاث او اربع سنوات، دون ان نلتقي ودون ان نسمع اصواتنا عبر الهاتف سوى مرة واحدة. كانت تجربة ثرية بالفعل وقد وددت كثيرا ان احتفظ بالرسائل ولكني لا اعرف كيف اختفت. ربما لم اكرر هذه التجربة مرة اخرى لأني حين قابلت "كريمة" في منزلي بالقاهرة حيث كانت في زيارة مع ابيها، لم اجد ملامح كثيرة من "كريمة التي عرفتها في الخطابات"، كريمة التي في خاطري لم تكن هي من قابلتها، لم تكن صداقتنا حقيقية ولا حبنا..اعتقد ان الخطابات لها سحر خاص يضفي لمسة دافئة زائفة على العلاقة..اذكر الان رواية "الحب في زمن الكوليرا" - التي لا احبها بالمناسبة - كيف ان البطلة شعرت بزيف حبها لمحبوبها بالمراسلة فور ان رأته وقالت له "لم يعد بيننا شئ، ولم يكن هناك شئ". الان اعرف شعورها نحوه واصدقها انها احبته بالفعل في وقت ما ولكن السحر انتهى مفعوله فور اللقاء.
هذا ما يجعلني اضع يدي على قلبي في كل مرة اذهب لألتقي مع شخص ما عرفته من الشبكات الاجتماعية، اخشى ان تكون صورتي الذهنية عنه مخالفة تماما للواقع، طوال الوقت اخاف من ان اكون انا الزائفة مخيبة الآمال..ربما لهذا السبب توقفت كريمة عن مراسلتي عقب اللقاء بقليل وانا ايضا، لا اخفي عليكي، توقفت عن الكتابة لها ولم اهتم بعدم وصول خطابات اخرى منها او البحث عن صديق اخر لمراسلته.
كما ان الكتابة الحسية لم تعد تناسبني، اصبحت واقعية كثيرا وكوني زوجة وام جعلني اشعر بمسئولية كل كلمة وحركة بما يتناسب مع المكانة الاجتماعية الجديدة التي اكتسبتها بمروري من هذا الباب الذي يمنحه المجتمع أهمية لا يضاهيها شئ. هل اشعر باختناق مع هذه الاوضاع الجديدة؟ ربما، ولكني لا اسمح لـ "أميمة" التي عاهدتها بان تستسلم لأي ضغوط، لذلك بدأت اكتب مرة أخرى واحاول ان اقنع نفسي ان بعض الكتابة "الحسية" بالتأكيد سيكون رائع، رائع للعودة الى نفسي. بدأت اكسر حاجز خوفي من اللقاءات الاجتماعية المباشرة وقابلت الكثير والكثيرات من اصدقائي الفيس بوكيين، وقد كنتي منهن، ملكة المفاجآت التي اثبتت اني يمكنني ان اتخطى "كريمة" بصدر رحب وابتسامة واسعة ترتسم على شفتي في كل مرة افكر في ان التقي بك مرة أخرى :)

دافئة وبداخلك طفلة صغيرة ظهرت وانتي تتبادلي الالعاب مع ابنتي، لا اصدق ان ضحكتي انطلقت هكذا معك من اول لقائنا رغم اننا بالكاد تحدثنا عبر الفيس مرات معدودة وانا ابدو في اول لقاء دائما متحفظة ومتلعثمة احاول ان اداري خجلي داخلي وانا اتذكر نصيحة العم رامون الى ايزابيل الليندي عندما كانت ذاهبة لحفلة راقصة والخوف يقف حاجز بينها وبين التعارف الاجتماعي "لا تنسي..انهم خائفون اكثر منك" ولكن تفشل المحاولة غالبا. ولا اصدق ان ابنتي لعبت معك بسهولة هكذا حيث انها تأخذ وقتها بالكامل حتى تتعود على شخص ما وتلعب معه. 
أشكرك على فتح آفاق بعيدة بهذا اللقاء وبهذه اللعبة حيث اني قررت اكتب رسائل لابنتي على المدونة..لا اعرف ماذا سأقول ولكني سأترك لها رسالة هناك كلما شعرت بأهمية ذلك. لعلي اتخطى حاجز الامومة المقولب والمنكه بنكهات مصرية آكل عليها الضهر وشرب فأبدو اقرب لها من مجرد ام عادية توفر الوجبات الغذائية والملابس فحسب.

المخلصة دوما:
أميمة :)

No comments:

Post a Comment