Tuesday, November 20, 2012

ايام الثانوية لا تنتهي

لا اعرف كيف تدق الافكار باب عقلي الواعي كلما ذهبت للنوم وتحرمني منه ثم عندما استسلم لها وأصل للمدونة تختفي وتذوب..لا اعرف ماهية هذه الحالة ولا كيفية التعامل معها، يبدو ان تجاهلي لفعل الكتابة طوال 4 سنوات عن عمد سيجعل الافكار تنتقم مني انتقاما صارما.
تنتابني افكار عن جاكيت نبيتي اللون اشتراه لي ابي وكنت اكره ارتداءه ايام الثانوية فوق الزي المدرسي، فارتدي بدلا منه الهاي كول تحت القميص في صباحات الشتاء الباردة. كنت اتساءل في مرارة من اين تأتي البنات بالبلوفرات النبيتية الجميلة هذه؟ اين هذه المحلات التي تبيع تلك الملابس الانيقة؟ كانت تمنعني ثقتي بنفسي من السؤال..نعم انا اثق في الهاي كول الاسود وفي التنورة التي اقصرها قبل خروجي من بوابة بيتنا لتكون اقصر من البوت الاسود..بالكاد تلامس الركبة. اثق في الضفيرة الطويلة الكستنائية والشنطة السوداء رخيصة الثمن.

جاكيت اخر دابل فيس انبهرت به امي لقدرته الفائفة على التدفئة، وجه رمادي والاخر كحلي يشبه السترة التي يرتديها السلفيين في الشتاء فوق جلابيبهم القصيرة! جسد صغير لم يدخل عالم الانوثة المكتمل بعد، مختبئ بالكامل تقريبا داخل هذه السترة الكئيبة في الليالي الباردة التي تصاحب الدروس والمجموعات الدراسية. كان يذكرني بكآبتي الشخصية، بالملل الذي يصاحب المدرسة وبأبي الذي ظل طوال ايام الثانوية يهلل بصوت عال ويعلن للجميع انه لن يدفع مصاريف معهد خاص وان عليّ ان اجتهد بشدة حتى احصل على مجموع يؤهلني لجامعة حكومية. ولطالما قال ان "اخري معهد سنجر" والذي لا اعرف الى الان اين يكون!

جاكيت قصير ملون بالعرض بدرجات ألوان خضراء ورمادية والخلفية سوداء. اعطته السوستة مجالا ليكون مناسب للمراهقات الانيقات. طالما لبسته فوق بنطلون جينز "تلجي" اللون كما كانت الموضة تقتضي وقتها. وكنت ارفع شعري "ديل حصان" عالي ليصل الى اعلى منابت الشعر قرب الجبهة..كنت جميلة بشكل ما رغم الملل والكآبة والبكاء ليلا فوق اجندة المذكرات الخاصة بي

السترات الشتوية مازالت تسبب ازعاج بطريقة ما، فكثيرا منها يزيدني برودة حتى الان واحن الى الهاي كول الذي اغناني عن كل ما هو نبيتي، مازالت تذكرني بأبي وهو يحذر من المعاهد والجامعات الخاصة وربما بسخرية بعض الزميلات مما ارتديه ومن نظرة العتاب التي اوجهها الى امي عندما تصمم ان تختار لي ملابسي وفقا لمنظورها الخاص. تذكرني بمضيّ وحيدة في الشوارع بعد انتهاء اليوم المدرسي ومن خلفي شاب بسيط من المدرسة المجاورة  بيده وردة حمراء ومتسائلا اذا كنت سأوافق على مصاحبته ام لا. كل ذلك ولم استطع ان اكره الشتاء.

No comments:

Post a Comment