السيدات، اللاتي يبدأن يومهن مع السًحَر. يتلمسن طريق الشرفات الخلفية لشققهن الصغيرة سيئة الحال، ويتدلن بنعومة منها بقمصان نومهن التي بلا أكمام. يفتحن أزرارها المحكمة ويستنشقن الهواء بعنف واشتياق. يسمحن له بالتدفق بين ثنيات الملابس ليلامس الجسد المحروم. يتركن شعورهن الطويلة الشاحبة تنسل من تحت قطع قماش قديمة ربما يحمله النسيم لمكان آخر أفضل. ينتظرن بزوغ شعاع شمس ليدفئهن غير مباليات بعيون الفتى الشاب الذي يختلس النظر من وراء خشب نافذته. ربما يقمن بإغراءه في متعة ليعوضن أنفسهن عن إحساس أنوثتهن المفقود. وعندما ترن منبهات البيوت وتنطلق أصواتها الكريهه بين الشرفات الخلفية، ينظرن بيأس للسماء . ويدركن أن الشمس تأخرت اليوم فيقفلن الأزرار ويحكمن القماش حول رأسهن ويخرجن منحسرات لقضاء حاجة أهل البيت. السيدات المقهورات المغصوبات، هؤلاء هن الحلوات.
No comments:
Post a Comment