أجلس كل يوم لساعات طويلة أمام شاشة اللاب في إنتظار أن يخرج من الشاشة وحش ما وُلد وترعرع في فضاء الشبكة العنكبوتية ثم فجأة جاع وبدأ ينتقي طعامه بعناية. أو ربما يهاجمني عنكبوت هارب من شبكته، عنكبوت ضخم، فأموت رعبا قبل أن يصل إلى. الأكثر كابوسية من ذلك هو أن، سواء الوحش أو العنكبوت، سيهاجموا وجهي أو صدري. وهذا ما لا يمكنني إحتماله.
من الأفضل إذاً أن أنتظر إنفجار اللاب أو عقلي، أيهما أقرب إلى نفاذ الصير والتعب. لدقائق أتخيل أن عيني هي التي ستبدأ ذلك الإنهيار الوشيك. فأنا لا أنام وفقط أنتظر.
قد تُفكر أني دونك أحيا، أعمل، أُبدد الأموال هنا وهناك، أرتاح قليلا على كنبتي الزرقاء بين الراحة والراحة. ربما أيضا أملأ البانيو وأسبح داخله في عقلي. قد تُفكر أني مجنونة أنزل ليلا أبحث عن الكلاب التي احبها واجري بينها في شوارع تزداد رحابة بالليل وربما أنبح معهم أيضا وأُضايق السيارات العابرة بسرعة. قد تُفكر أني أجلس داخل الفرن في الليالي الباردة وأُعلق روحي على حبل الغسيل في الليالي الحارة. قد أرقص على موسيقى لا تحبها، قد أصنع طعاما وأخفيه عنك، قد أطل من النافذة عارية وأترك شمس الضحى تغسل جسدي المرهق.
أنا فقط مُتعبة. لا أفعل شيئا سوى التعب والإنتظار. الأموال في الدرج والشيكولاتة تملأ البراد واللاب فوق قدمي المغطاة بشعر كثيف، كل ما أرجوه أن يهاجم، الوحش او العنكبوت، ذلك الشعر المقزز ويسحبني منه إلى رحابة حياته الإفتراضية لأبقى خلف الشاشة ولكن من الناحية المقابلة.
No comments:
Post a Comment