انتقلت بعد زواجي الى محافظة الاسماعيلية، محافظة جميلة ونظيفة، هادئة تخلصت فيها من عصبية القاهرة ومزاجها المتعكر. بعد زواجي بعدة أيام عُرض عليّ فرصة للعمل بهيئة قناة السويس في الاسماعيلية بالطبع مقابل بعض الالافات. رفضت العرض لاسباب شخصية بجانب اني لست من الفئة التي تقوم بدفع الرشاوي للحصول على شئ ما. تفاجأت بعد ذلك من استهجان كل الاسماعيلوية من تصرفي ازاء العرض واعتبارهم رفضي له افتراء و"بطر على النعمة" التي كانت على ابوابي. فهيئة قناة السويس هي الجنة الاسماعيلية الممنوعة، يتحدثون عن العمل بها وكأنه حلم رائع لن يتحقق لهم ويمشون بجانب النوادي والشواطئ والمساكن التي خصصتها الهيئة للعاملين بها فقط بوقار وكأنها مكان مقدس له جلاله.
تخصص الهيئة أفضل المواقع والشواطئ فقط للعاملين بها، اذا اردت دخول ايا منها فعليك ان تجد لك صديق يعمل والده في الهيئة. بعض من هذه الاماكن يمكنك ان تستمتع به ولكن في مقابل دفع ثمن تذكرة لا يقل عن 20 جنيها للفرد اين مراعاة اصحاب الدخل المحدود المحرومون من الجنة الارضية؟
تقريبا اسماعيلية كلها ملكية خاصة للهيئة مع سياج حديدي محيط بمساكنها وكأنهم يرسلوا رسالة للرعاع من عامة الشعب/ الغير عاملين بها محتواها "نحن الافضل". باختصار فالترتيب الطبقي داخل الاسماعيلية يتم على اساس من يعمل بهيئة قناة السويس ومن لا يعمل بها.
مازلت الى اليوم ارى نظرة اشفاق الى تلك القاهرية الغبية المتعجرفة التي رفضت فرصة لا تقدر بثمن للعمل في هيئة قناة السويس التي لا ندري اين تذهب ارباحها التي تعد بالملايين شهريا.. الآن اسأل نفسي اننا كمصريين/ ككل لا نملك في تلك الهيئة شئ فلماذا اتساءل عن اهل مدينة الاسماعيلية/ ككجزء المحرومون من جنتها؟
اللي بيدفع رشوة للحصول علي فرصه عادلة لا غبار في ذلك طالما لا يغتصب حقوق الاخرين( فتوة شرعية من جيبي)
ReplyDeleteما تتفذلكيش تاني
:D
حتى انتي يا مون؟
ReplyDeleteالمفروض بقى اندم فعلا على ضياع الفرصة
:D