في محاولة جديدة لفهمي واعادة تقييمي، جلست. اعرف اني في حاجة شديدة للبدء في قراءة الفلسفة ومحاولة استيعابها لاني بالفعل قد بدأت في فلسفة كل شئ حولي وداخلي
توقفي عن عملي يزعجني كثيرا، لا يعرف التباهي لي طريقا فمازلت في بداية بداية الطريق الذي اخترته لنفسي ولكني لا اتوانى لحظة في الفخر بما حفرته يداي في صخر بدا لي كثيرا اجوف.
بالطبع مضطربة.. بالتأكيد.. لقد حسبت يوما اني مسكت بتلابيب السبيل وعدلت مساره وفقا لما اريده انا. من الصعب تطويع طريق وضبط منحنياته فقط بأظافرك الحادة ولقد تمكنت لزمنا ما من هذا بقوة فولاذية تدهشني عندما اتذكرها. فالان يتسرب من بين اظافري هذا الزمن ويتمرد علي.
الامومة من اكثر المشاعر اضطرابا التي قد تصيب اي امرأة يوما ما. سلطة وضعف في آن واحد يجعلك عزيزتي تلتفين حول نفسك الالاف المرات بشكل تقني ممتاز. كونك اما الان مازلت في طور ما قبل "الفقس" بشكل علمي بحت يغير كل ما كنت تعرفينه عن الحياة. أكنت خبيرة يوما في ادارة شئون حياتك؟ أكنت قادرة على اتخاذ القرارات؟ هل امتلكتي يوما ملامح حسبتي انها ابدا لن تتبدل؟ فلتتجاهلي كل هذا وذاك ايضا لانك ستتركيه على قارعة الطريق في اول مرة ستنزلين الى الحياة بعد الحمل.
لا اريد ان اربيه كما فعلوا بي، لا اريد ان اشبه ابي. اشعر اني اهرب منه حتى لا اشبهه في شئ. كم ابهرتني امي في طريقتها في معالجة اموري وكم احزنتني طرائقها ايضا ولكن دوما كان طريق ابي أسوأ المعالجات. هل سأدرك حينذاك ان معالمي اتجهت نحو طريقه؟ هل سأستطيع ان امنع نفسي من ممارسة سلطتي كأم؟
هل سأفرض عليه دراسة ما؟ ٍامنعه من دراسة ما؟ سأفرض عليه اصدقاء ما؟ سأردعه عن اصدقاء ما؟
هل علي ان احميه؟ لم تصلح ابدا متاريس ابي ولا موانع امي في حمايتي ولم توقفني يوما عن ما اردت ان اكونه. اين الصحيح واين الخطأ؟ كيف اعلمه وانا نفسي لا ازال اتعلم ولا ازال اخطئ
الامومة خطأ تمارسه البشرية منذ الازل وكذلك الابوية.. اثناء مروري في هذه التجربة التي لم تكتمل بعد، تيقنت من ان السن المناسب للامومة والابوبة "اذا جاز التعبير" الصحيتين هو فوق الخمسين وربما الستين وربما لا يأتي هذا السن ابدا ووقتها ستريح وتستريح من مخلوقات بشرية ذات عقد نفسية فريدة
اخشى ان انقل له اضطرابي المزمن هذا الذي يبدو في صوتي عندما اقرأ له. احتار كثيرا عندما اقرر ان اقرأ له، هل ابدأ بما تستهويه نفسي؟ هل ادس له بين السطور بعض الحكم التي لن تفيده في شئ البتة؟ هل اقرأ له نظريات فيزيائية ورياضية عله يستعب ما لم استطع استيعابه يوما؟
هل امتنع عن القراءة من الاساس واتركه يعيش حياته في سلام بدون تلك اللفحة الانسانية المعقدة التي تجتاح كل مصاب بداء القراءة والفضول؟
كيف سأربي وانا لم انتهي بعد من تهذيبي؟ هل اقول له الحقيقة؟ هل اجاهر امامه ان لا تخف يا ولدي فكلنا لا نعرف شئ عن اي شئ ولكنك ستقابل الكثير من المتحذلقين الذين سيقنعوك بأنهم اصحاب الاسرار المقدسة الاثنى عشر وستصدقهم زمنا كبيرا ثم ستعود في النهاية الى نصيحتي التي حذرتك قبلا انها لن تفيدك في شئ ان لا احد يعرف.
الامومة جميلة.. عندما رأيته لأول مرة على شاشة جهاز السونار مكتملا امامي.. رأس ويدان وقدمان.. نسيت كل اضطرابي.. فقط اردت ان اقول "هاي"..ان المس كف يده برقة.. اردت ان اقول اني لن استطع ان اعلمك شئ ذو مغزى ولن استطيع ان احميك ابدا من اي شئ ولن استطيع ان ارسم لك طريقك لاريحك من عناء السنين ولن استطيع ان اقدم لك يد المساعدة في الكثير من الاحيان, لن استطيع ان امنع نفسي من التفكير في انك كنت سببا في تغيير اوجه حياتي جميعها وعلى ماذا كانت ستكون الحياة لولا وجودك. لن استطيع الكف عن التحليق حول احلامي ومحاولة بعثها للحياة مرة اخرى حتى في ظل وجودك الذي في امكانه ان يلغي كل شئ ولكني اعدك اني دوما سأحبك وسأكون دوما في مكان ما من أجلك.
No comments:
Post a Comment