الصور الفوتوغرافية من أكثر الفنون التي تثير خيالي، فأنا مجنونة فيما يتعلق بهذا الفن. تجميد كل لحظاتي محاولة كثيرا ما تبدو مستحيلة على ارض الواقع ولكني شغوفة بهذا التجميد وأسعى اليه مع شعور دفين اني في يوما ما عندما اتخطى السبعون عاما لن أصدق اني بالفعل عشت الا من خلال هذه الصور.
ربما لاني في مرحلة من مراحل العمر التي بدأت ادرك خلالها ان الحياة ما هي الا سلسلة ذكريات. دقيقة مرت عليك من دقيقة فأصبحت فجأة مجرد ذكرى لن تعود. أناس تأتي وتذهب، ضحكات لن تسمعها ثانية ونظرة ما نابعة من العمق من المحتمل ان تفشل في استحضارها مرة أخرى.
يبدو اني لذلك لا اتردد في التضحية بجزء من وقت قليل أمضيه مع عبد الله من اجل تصوير لحظاتنا الخاصة. أريد ان اقبض على تلك اللحظة، ان أحبسها في ذاكرتي واطمئن عليها كل حين فقط من اجل ان اكون على يقين اني بالفعل عشتها وتنفست خلالها. وربما لاسباب أخرى كثيرة سأعرفها في مراحل أخرى من العمر. عندما اسمع امي التي يحوم حولها شبح الوسواس القهري وهي تصف كم رعبها من مرض الزهايمر الذي تتخيل انه سيصيبها في النهاية، أفكر في ان حتما هناك اسباب اخرى تجعلني أرتعب انا ايضا من انفلات الذكرى من بين يدي.
في غُمرة بحثي المستمر عن صورة فوتوغرافية تثير خيالي وتحرك الشجون النائمة وجدت صورتان مثيرتان للجدل وللقلب معا. الاولى صورة لبحار يبدو انه عائد لتوه من الحرب يقبل ممرضة من المؤكد انها جاءت في استقباله، التقطها المصور الفوتوغرافي ألفريد اسنستادت في 14 أغسطس عام 1945 اثناء الاحتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية بميدان تايمز بمقاطعة مانهاتن بنيويورك.
ربما لاني في مرحلة من مراحل العمر التي بدأت ادرك خلالها ان الحياة ما هي الا سلسلة ذكريات. دقيقة مرت عليك من دقيقة فأصبحت فجأة مجرد ذكرى لن تعود. أناس تأتي وتذهب، ضحكات لن تسمعها ثانية ونظرة ما نابعة من العمق من المحتمل ان تفشل في استحضارها مرة أخرى.
يبدو اني لذلك لا اتردد في التضحية بجزء من وقت قليل أمضيه مع عبد الله من اجل تصوير لحظاتنا الخاصة. أريد ان اقبض على تلك اللحظة، ان أحبسها في ذاكرتي واطمئن عليها كل حين فقط من اجل ان اكون على يقين اني بالفعل عشتها وتنفست خلالها. وربما لاسباب أخرى كثيرة سأعرفها في مراحل أخرى من العمر. عندما اسمع امي التي يحوم حولها شبح الوسواس القهري وهي تصف كم رعبها من مرض الزهايمر الذي تتخيل انه سيصيبها في النهاية، أفكر في ان حتما هناك اسباب اخرى تجعلني أرتعب انا ايضا من انفلات الذكرى من بين يدي.
في غُمرة بحثي المستمر عن صورة فوتوغرافية تثير خيالي وتحرك الشجون النائمة وجدت صورتان مثيرتان للجدل وللقلب معا. الاولى صورة لبحار يبدو انه عائد لتوه من الحرب يقبل ممرضة من المؤكد انها جاءت في استقباله، التقطها المصور الفوتوغرافي ألفريد اسنستادت في 14 أغسطس عام 1945 اثناء الاحتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية بميدان تايمز بمقاطعة مانهاتن بنيويورك.
"The Kiss"
أثارت الصورة جدلا واسعا منذ تقدم بعض الرجال الى مجلة Life وجريدة New York Times في ادعاءات ان الصورة كانت لهم وبالطبع لم تتوان السيدات، ففي عام 1995 تقدمت ثلاث سيدات مؤكدات انهن نفس الممرضة/الصورة.
المثير هنا هو القصة التي تكمن وراء تلك الصورة التي لم يتردد الكثيرون في الادعاء ان الصورة لهم في احساس جماعي بأن هذه اللحظة كانت لحظتهم وانهم عاشوها بكل ما تضمنته من مشاعر ونبضات وحياة. أمنية لن تتحقق الا عن طريق ايهام النفس والجريدة والناس انهم هم من صنعوا ذلك المشهد، وياله من مشهد دال على امان طالما رغبه جيلهم بعد أنين الحرب العالمية الثانية.
كتب عنها الناقد الفني مايكل كيملمان في التايمز عام 1997:
الصورة الاكثر شهرة بالتأكيد هي تحفة الفريد ايسنستادت، التي تلخص المزاج الوطني في عام 1945 لانها تشمل كل عناصر اماني ذلك العصر: الجندي العائد من الحرب والمرأة التي طالما انتظرت في قلق رجوعه سالما بينما في الخلفية ميدان التايمز في مفترق الطرق الذي يرمز للبيت.
الصورة الثانية كانت ومازالت قبلة شهيرة أخرى ألتقطها روبرت دويسنو "قبلة بجانب أوتيل دي فيلا" في شارع باريسيان بباريس عام 1950. ولكن للاسف فان هذه الصورة التي تعتبر من اكثر الصور الفوتوغرافية رومانسية على الاطلاق والتي انتشرت بشكل موسع حتى عام 1986 لديها قصة اقل مرحا من الاولى.
فلقد ظهرت صاحبتها من العدم وهي ممثلة فرنسية سابقة تدعى فرانسيس بورنت وقاضت دويسنو بمبلغ 18.000 دولار كما طالبت بحقها من عائد توزيع الصورة ولكن المحكمة رفضت القضية واثناء الاجراءات القضائية مات دويسنو عام 1994 وباعت السيدة بورنت نسخة صورتها الاصلية مقابل 242.000 دولار في مزاد علني وبقيت الحقوق محفوظة لوكالة دويسنو.
السيدة بورنت كانت الاكثر دهاءا في الاستفادة من الصورة، ربما احتفظت بذكرياتها التي فضلت ان تبقى لغز يحيرنا عن مدى علاقتها بذلك الشاب واين هو الان وهل كانت حقا لحظة حقيقية بدا فيها الحب ممكنا؟ وربما لم تكن شئ، من يدري! ولكن تبقى الصور الفوتوغرافية مثيرة لحنين ما يئن في القلب الموجوع ورغم ذلك لا اتمنى زوال هذا الوجع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر
The New York Times
http://cityroom.blogs.nytimes.com/2007/08/06/that-times-square-smooch-right-to-the-kisser/